كشفت منظمة حقوقية كورية شمالية مستقلة عن انتهاكات ضد الإنسانية داخل سجون كوريا الشمالية وغيرها من مراكز الاحتجاز في البلاد، وفقا لشهادة معتقلين سابقين.
وكشف تقرير صادر عن “كوريا فيوتشر” وهي منظمة غير ربحية تعمل على تسريع العدالة ودعم المساءلة في كوريا الشمالية، عن “عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، واغتصاب، وإجهاض قسري، وسجن دون محاكمة، وتعذيب، والتجويع الذي يدفع السجناء إلى أكل الحشرات”.
وباستخدام مقابلات مع مئات الناجين والشهود ومرتكبي الانتهاكات الذين فروا من البلاد، إلى جانب الوثائق الرسمية وصور الأقمار الصناعية والتحليل المعماري والنمذجة الرقمية للمرافق العقابية، قامت المنظمة ببناء ما تقول إنه الصورة الأكثر تفصيلا حتى الآن للحياة داخل نظام العقوبات السري في كوريا الشمالية، وفقا لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
انتهاكات وتعذيب واغتصاب
وثقت المنظمة الحقوقية ما تعتقد أنه أكثر من 1000 حالة تعذيب ومعاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة.
كما وثقت مئات حالات الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي وأكثر من 100 حالة من حالات التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وقال المحقق في “كوريا فيوتشر”، كيم جيوون، إن الغرض من التقرير هو الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت داخل أنظمة العقوبات في كوريا الشمالية.
وفي كوريا الشمالية، لا يقضي نظام العقوبات باحتجاز وإعادة تأهيل الأشخاص المحكوم عليهم من قبل المحاكم في مرافق آمنة وإنسانية، وفقا لتقرير “كوريا فيوتشر”.
كما أن غرض تلك المرافق ليس تقليل العودة إلى الإجرام وزيادة السلامة العامة، لكن عزل الأشخاص الذين يتعارض سلوكهم مع التمسك بالسلطة الفردية للزعيم، كيم جونغ أون.
وحسب تقرير المنظمة فإن الانتهاكات يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى مثل كبار الجنرالات.
جرائم بشعة
من بين القضايا التي يسلط التقرير الضوء عليها ثلاثة أشخاص سجنوا بعد محاولتهم “عبور الحدود” وهو ما يعد جريمة يعاقب عليها القانون في كوريا الشمالية.
وحسب التقرير فقد تم إجبار إحداهن على الإجهاض عندما كانت حاملاً في الشهر السابع أو الثامن.
وتم تغذية شخص آخر بما لا يزيد عن 80 غراما من الذرة يوميا، وهو نظام غذائي للتجويع أدى إلى انخفاض وزنه من 60 إلى 37 كيلوغراما في غضون شهر، وتم إجباره على تناول الصراصير والقوارض.
أما الشخص الثالث فقد تم إجباره على البقاء في أوضاع مجهدة لمدة تصل إلى 17 ساعة في اليوم لمدة 30 يوما.
وروى ناجون آخرون، تحدثوا إلى شبكة “سي إن إن”، أنهم بقوا على قيد الحياة بعد أكلهم علف الحيوانات، وشهدوا عمليات اغتصاب وتعرضوا للضرب المبرح.
وبسبب العزلة التي تفرضها كوريا الشمالية على نفسها، والتي أصبحت أكثر صرامة منذ أن أغلقت البلاد حدودها في عام 2020 بعد جائحة كورونا، لم تستطيع “سى إن إن” التحقق من تقرير المنظمة الحقوقية بشكل مستقل.
ومع ذلك، فإن الأحداث التي كشفت عنها “كوريا فيوتشر” تتماشى مع نتائج التحقيقات الأخيرة التي أجرتها الأمم المتحدة، بما في ذلك تقرير تم تقديمه إلى مجلس حقوق الإنسان، هذا الأسبوع.
وذكر التقرير الأممي أن النساء المحتجزات في معسكرات الاعتقال السياسي “تعرضن”، للتعذيب وسوء المعاملة والسخرة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي من قبل مسؤولي الدولة.
وبدأت الأمم المتحدة بتعيين مقررين خاصين لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية اعتبارا من عام 2004 مع تنامي المخاوف بشأن مزاعم بحصول انتهاكات في الدولة المنعزلة، لكن لم يُسمح لأي منهم بدخول البلاد في مهمة تقص للحقائق، وفقا لـ”فرانس برس”.
مصدر : Al Hura