جدد اعتقال (7) أشخاص، يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش، كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابية في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا، جدد المخاوف والتحذيرات بشأن التنظيمات المتطرفة داخل البلاد، وكشفت تصريحات رسمية عن تعزيز إجراءات المواجهة ضد تنظميات الإرهاب داخل البلاد.
وجاء الاعتقال، الذي تم الأسبوع الماضي، نتيجةً لتبادل معلومات مع مكتب مكافحة الإرهاب الهولندي، الذي ألقى بدوره القبض على شخصين آخرين على أراضيه، بعدما تبين أنّ المجموعة من آسيا الوسطى، وعلى اتصال وثيق بتنظيم داعش، بحسب صحيفة “النهار العربي”.
المشتبه فيهم الـ (7) يتحدّرون من طاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان، وتتراوح أعمارهم بين (20 و46) عاماً
وذكرت شبكة (التحرير) الألمانية أنّه بحسب الادعاء العام في كالسروه، فإنّ المشتبه فيهم الـ (7) يتحدّرون من طاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان، وتتراوح أعمارهم بين (20 و46) عاماً، ويعرفون بعضهم بعضاً منذ فترة طويلة، ويتشاركون في تأييدهم للفكر الإسلاموي المتطرّف، وعلى اتصال وثيق بأعضاء ينتمون لتنظيم (داعش) يقيمون في (إيندهوفن) الهولندية. واكتشفت السلطات عمليات مالية مشبوهة جمعوها للتنظيم، وكانت هناك رحلات منتظمة بين الأعضاء عبر الحدود الهولندية-الألمانية.
ووصف خبراء تحدثوا لموقع (سكاي نيوز عربية) التخطيط لعملية إرهابية داخل ألمانيا بأنّه “خطير وسيخلف تداعيات كارثية، وسيدفع الحكومة لتغليظ الإجراءات ضد الإرهاب، وتشديد المراقبة وتتبع مصادر التمويل”.
بيّنت المعلومات أنّ العناصر الـ (7) كانوا قد بذلوا محاولات لشراء الأسلحة ونيترات الأمونيوم الشديدة الانفجار
وقد بيّنت المعلومات أنّ العناصر الـ (7) كانوا قد بذلوا محاولات لشراء الأسلحة ونيترات الأمونيوم الشديدة الانفجار، وبات واضحاً أنّهم خلية إرهابية من فرع تنظيم الدولة الإسلامية في آسيا الوسطى (ولاية خراسان)، التي يُقال إنّ الجماعة على اتصال بأعضائها في الخارج. وإقليم خراسان الذي يحمل اسم الفرع المنبثق عن التنظيم منطقة تاريخية في آسيا الوسطى تمتد عبر أراضي أفغانستان وإيران وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان.
وفي آخر المعطيات أيضاً، كشف (فوكوس أونلاين) في وقت سابق من هذا الأسبوع أنّه كانت هناك توجّهات لتنفيذ هجمات عدة في وقت واحد في ولاية شمال الراين (“فستفاليا)، تنفيذاً لتعليمات تسلّمها أعضاء الخلية من فرع التنظيم، وأنّهم قاموا بالكشف عن مسرحيات جريمة محتملة والتقطوا الصور.
وعن وصولهم إلى ألمانيا، ذُكر أنّ الخلية دخلت عبر أوكرانيا بأوراق مزوّرة في ربيع العام 2022، وتظاهر بعضهم أنّهم طلاب في جامعة كييف، وأقاموا في أماكن مختلفة في ألمانيا وارتدوا اللباس الغربي لإبعاد الشبهات عنهم.
ولم يتمّ اكتشافهم عند وصولهم، لا سيّما أنّهم استغلّوا موجات اللاجئين الأوكرانيين الذين دخلوا البلاد، مع توسّع العدوان الروسي على كييف. والتنسيق بخصوص التحقيقات يتمّ مع السلطات القضائية للاتحاد الأوروبي (يوروجست).
كان هناك توجّهات لتنفيذ هجمات عدة في وقت واحد في ولاية شمال الراين (فستفاليا)
من جانبها، أشارت وزارة الداخلية الألمانية إلى أنّ الأجهزة الأمنية وجّهت ضربة قاصمة للإرهاب الإسلاموي، وقال وزير داخلية ولاية شمال الراين (فستفاليا) هربرت رويل بعد عمليات التفتيش: إنّه لسوء الحظ، يظهر أنّ هناك أيضاً خرافاً سوداء من بين العدد الهائل من الأشخاص الذين يفرّون من الحرب، ويلتمسون الحماية لدينا، لكنّ سلطاتنا الأمنية يقظة.
وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الجمعة على “ضرورة مواصلة الجهود من أجل تجفيف منابع مصادر تمويل الجماعات الإرهابية”، داعيةً إلى “اتخاذ إجراءات مستمرة من أجل تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية”.
وبحسب ما نقلته صحيفة “النهار العربي”، فإنّ التحليلات تفيد أنّ الكشف عن مخطّطات الخلية والخطر الناجم عن الإرهاب الاسلاموي المستجد، تؤشر إلى أنّ تنظيم داعش لم يفقد قدرته المركزية رغم خسارته للعديد من أتباعه، وتؤكّد مدى حقيقة التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الأمنيون الألمان، حيث أضحى بحسب هؤلاء أكبر ممّا كان عليه منذ وقت طويل. وكان رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدنفانغ قد أشار، خلال تقديمه تقرير عمل الجهاز عن العام 2022 خلال حزيران (يونيو) الماضي، إلى الخطر الذي يشكّله هذا الفرع من التنظيم، وأنّ التخطيط يتمّ من أفغانستان، لتنفيذ هجمات ضدّ الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا.
إلى ذلك، أظهرت التعليقات أنّه منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وعودة طالبان إلى السلطة في آب (أغسطس) 2021، تمكّن تنظيم داعش من وضع نفسه مجدّداً على الخارطة الدولية للإرهاب، بهجمات ضدّ طالبان والمدنيين الأفغان، ويحاول نقل إرهابه إلى أوروبا.