الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةآسيابالبلدي: آسيا الوسطى والعقوبات المفروضة على روسيا

بالبلدي: آسيا الوسطى والعقوبات المفروضة على روسيا

belbalady شفقنا-لطالما لعبت الدول الخمسة في آسيا الوسطى دورا مهما في طريق الحرير التاريخي ومنطقة أوراسيا والعلاقات
بين القارة الآسيوية والأوروبية. تطلق آسيا الوسطى بشكل عام على خمس دول وهي كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمنستان وأوزبكستان، ومع أنها مرتبطة في الجانب العرقي بالدول المتحدثة بالتركية، وكان المصير الجيوسياسي القاسم المشترك إلى حد كبير بينها لأكثر من قرن، ثم بدأ سقوط الاتحاد السوفيتي وما تلاه إلى التمايز فيما بينهما على بعض المستويات.

يشار إلى أن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق تلعب دورا مهما في مبادرة طريق الحرير الجديد في الصين، لأنها تريد تطوير طرقها وموانئها وسككها الحديدية وبنيتها التحتية في إطار هذه الخطة وبفضل الأموال الصينية.

لا يخفى على أحد أن هذا العملاق الآسيوي، الذي يتطلب تطويره مواد أولية، قد استثمر بالفعل مليارات اليورو في استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي في آسيا الوسطى وإنشاء خطوط سكك حديدية تربط الصين بأوروبا عبر المنطقة. ومازال مستمر في العمل لإنجاز مشاريع بنية تحتية محددة، بما في ذلك خط السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان بقيمة 6 مليارات دولار وتطوير خط أنابيب آسيا الوسطى والصين.

الابتعاد عن موسكو

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ابتعدت العديد من دول آسيا الوسطى عن موسكو. هذا الرفض يدل على العلاقات المعقدة والثنائية لهذه الجمهوريات السوفيتية السابقة مع حليفها التاريخي، والسؤال الأساسي هو، هل هذه بداية فقدان النفوذ الروسي في آسيا الوسطى؟

منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير، أبعدت كازاخستان ودول أخرى في المنطقة نفسها بمهارة عن حليفها القوي وجارتها أي روسيا. مما لا شك فيه أن الأزمة في أوكرانيا تسببت في ظهور فصل جديد في التطورات العالمية، وخاصة في منطقة أوراسيا، وكان قادة الدول الخمس في المنطقة متقاربين نسبيا وكان لهم نفس النهج في رفضهم دعم غزو أوكرانيا، وعلى الرغم من أنهم حاولوا تجنب أي انتقاد لروسيا لكن لم يعلن أي من القادة علنا دعمهم لحرب فلاديمير بوتين.

بالإضافة إلى ذلك، لم تصوت أي دولة من الدول الخمس ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين غزو أوكرانيا، بل ذهبت بعضها إلى أبعد من ذلك وسمحت باحتجاجات مناهضة للحرب ولروسيا أثناء إرسال مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا. وبهذا صححت المعلومات الغامضة لدى كرملين، لكن المهم هو أن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، بعد خمسة أشهر من استدعاء القوات الروسية إلى كازاخستان كجزء من معاهدة بينهما، وبشكل مفاجئ، وبحضور الرئيس فلاديمير بوتين امتنع عن الاعتراف بما يسمى جمهوريات دونيتسك ولوهانسك الشعبية.

الموضوع المهم هو أنه على مدار 30 عاما، رسمت كازاخستان معالم سياستها الخارجية على نحو إذ لا تضع نفسها في شراكة حصرية مع الروس أو الصينيين، وقد أكدت الحرب في أوكرانيا هذا المنطق. وان شريك هذا البلد هو أوروبا، وهو أمر نادر الحدوث في آسيا الوسطى.

الجوانب الأمنية

على الرغم من التوترات الناجمة عن الهجوم على أوكرانيا، لا تزال موسكو شريكا رئيسا لدول المنطقة، لا سيما في الجانب الأمني، وفي يناير من العام الماضي، اضطر رئيس كازاخستان، توكاييف، إلى استخدام قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي للتعامل مع الاضطرابات المدنية غير المسبوقة الناجمة عن زيادة أسعار الغاز المسال.

هذا وعلى المدى القصير، تظل روسيا القوة الرئيسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذا الدور بارز بشكل خاص لطاجيكستان وتركمنستان، اللتين تتمتعان بأطول حدود في آسيا الوسطى مع أفغانستان، كتهديد رئيس لأمن هذين البلدين والمنطقة بأكملها.

وعلى مستوى الهوية، لا تزال الهوية السوفيتية قوية جدا في هذه المنطقة، بدءا من الأبجدية السيريلية واللغة الروسية والأقليات الروسية المهمة، ولكن على الرغم من قوة هذه الهوية السوفيتية، فإن آسيا الوسطى لها خصوصياتها إذ وحتى في ذروة الحقبة السوفيتية، فقد تم الحفاظ عليها.

التحايل على العقوبات الغربية

ومع ذلك، أصبحت آسيا الوسطى إحدى الطرق التي تستخدمها موسكو للتحايل على العقوبات الغربية. ففي عام 2022، زادت هذه الجمهوريات بشكل كبير من التجارة مع روسيا وواردات البضائع الغربية.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

“جميع الحقوق محفوظة لأصحابها”

المصدر :” shafaqna “

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات