وسط موجة الحرّ الشديد التي تعمّ دولاً عدة، قد يكون الخيار الأمثل عند التخطيط لقضاء عطلة هو السفر إلى أولان باتور عاصمة منغوليا، وهي إحدى المناطق الأكثر بردا في العالم، حيث لا تتخطى درجة الحرارة فيها في فصل الصيف عتبة الـ23 درجة مئوية، فيما تتدنى في فصل الشتاء إلى 40 تحت الصفر.
وتتيح منغوليا، الواقعة في آسيا الوسطى، للسيّاح مغامرات عدة، كتجربة القيادة عبر السهوب الشاسعة، والعيش مثل الرحّالة في الخيم، ومشاهدة تقليد صيد النسور في أقصى غرب منغوليا.
زيارة أهم المعالم في أولان باتور وضواحيها
رغم تأثر الهندسة المعمارية في منغوليا بالطابع السوفياتي كون البلاد كانت حليفة للاتحاد السوفياتي السابق، إلا أنه يمكن رؤية مبانٍ ومقاهٍ ومتاجر حديثة في وسط العاصمة، ولا سيما في ميدان “سخباتار” الذي يعجّ بالناس.
ومن المعالم المهمة هناك تمثال كبير لمؤسس الإمبراطورية المغولية والبطل القومي “جنكيز خان” في مبنى البرلمان، إضافة إلى متحف “جنكيز خان” الوطني حيث يمكن التعرّف أكثر إلى تاريخ منغوليا.
وفي فصل الصيف، يمكن الاستمتاع بحضور مهرجان “Naadam”، الذي يَعُمّ جميع أنحاء البلاد، حيث يُحتفل خلاله بأسلوب حياة الترحال التي يتسّم به شعب منغوليا، هذا إضافة إلى الرياضات المشهورة هناك كالمصارعة وسباق الخيل والرماية.
أما في ضواحي العاصمة وخلال جولة مع مرشد سياحي، فيمكن زيارة نصب “زيسان” التذكاري الذي يكرّم الجنود المنغوليين والسوفيات الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن مركز “أريابالا” للتأمل، ومنتزه “غوركي تيرلجي” الوطني، الذي يُعَد من أكبر المحميات الطبيعية في منغوليا، حيث المساحات الخضراء الشاسعة والجبال، وأيضا “صخرة السلحفاة ” الرائعة التي تشكّلت بفعل قوى التعرية على امتداد آلاف السنين.
ومن المناطق التي يُنصح بزيارتها سلسلة جبال “ألتاي” المقسّمة بين منغوليا وروسيا وكازاخستان والصين، ويسكن فيها عدد قليل من الناس.
ومُدرجة أجزاء عدّة من تلك الجبال على لائحة “اليونسكو” للتراث العالمي، ويُطلق عليها أيضًا اسم جبال “ألتاي الذهبية”، التي تغطي مساحة إجمالية تبلغ حوالى 326000 ميل مربع وتمتد لمسافة 1569 ميلاً.
وتتميّز هذه المنطقة بالسهوب والغابات والأنهار الجليدية والقمم الشاهقة وأنواع مختلفة من النباتات، ومن أشهر الحيوانات التي تعيش فيها هي نمور الثلج.
ويُعتبر الوصول إلى جبال “ألتاي” في غرب منغوليا مهمة شاقة وصعبة جداً، وقد تكون حكرًا على محبي المغامرات، إذ إن الطرقات وعرة ويجب على الزائر عبور الأنهار والجسور القديمة المتهالكة، لذا من الأفضل أن يتمّ استكشافها مع مرشد سياحي متخصص.
ومن الأنشطة التي يمكن القيام بها ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة، أو تسلّق الجبال وركوب الخيل، فضلًا عن رؤية الأنهار الجليدية الرائعة والنقوش الصخرية التي يعود بعضها إلى العصر الحجري.
وفي تلك المنطقة يمكن التعرّف أيضًا على طريقة عيش السكان المحليين، وهم من الكازاخ والمغول وغيرهم، الذين يقومون برعي قطعان الإبل والأغنام والماعز والخيول، وسط طبيعة قاسية تعودوا عليها، وتعتبر الخيم التقليدية المتوفرة هناك أفضل مكان للمبيت.