الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الرئيسيةآسياأميركا تحاول مقارعة الصين في المنظمات الدولية

أميركا تحاول مقارعة الصين في المنظمات الدولية

في الوقت الذي يركز فيه العالم اهتمامه على الحرب الروسية الدائرة ضد أوكرانيا، أطلقت الولايات المتحدة حرباً صامتةً لمقارعة الصين داخل المنظمات الدولية. وأصبحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ساحة المعركة الأولى من هذه الحرب بحسب التحليل الذي نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية لكل من باتريك مينديس الاستاذ الزائر للعلاقات عبر الأطلسي في جامعة وارسو البولندية والدبلوماسي الأمريكي السابق، وأنتونينا لوتسكتسيكيفيتش المديرة المؤسسة لمركز أبحاث تايوان في جامعة ياجيلونيان بمدينة كراكوف البولندية والباحثة في جماعة إنديانا بلومينجتون الأميركية.

وفي ديسمبر الماضي أقر الكونجرس مشروع ميزانية العام المالي الحالي بقيمة 1,7 تريليون دولار وفيها تنازل يفتح الباب أمام إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة الولايات المتحدة إلى عضوية اليونسكو. ونصت الميزانية بوضوح على أن هدف العودة إلى المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها هو “مواجهة النفوذ الصيني ودعم المصالح القومية الأخرى للولايات المتحدة”.

وكان الرئيس ترمب قرر في ديسمبر 2018 الانسحاب من منظمة اليونسكو بدعوى حاجتها إلى إصلاحات أساسية وانحيازها المستمر ضد إسرائيل. والحقيقة أن الولايات المتحدة توقفت عن سداد حصتها في ميزانية المنظمة عام 2011، رداً على منحها العضوية الكاملة لدولة فلسطين، بسبب صدور قانون أميركي عام 1990 يلزم أي إدارة أمريكية بالتوقف عن المساهمة في تمويل أي منظمة دولية تمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة. وعندما توقفت الولايات المتحدة عن سداد حصتها في ميزانية اليونسكو عام 2011، تدخلت الصين بسرعة وقررت تعويض أي نقص في ميزانية المنظمة الدولية، لتصبح أكبر دولة مساهمة في ميزانيتها.

كما وقعت الصين مجموعة واسعة من الاتفاقيات الثنائية مع المنظمة الدولية وعينت مواطناً صينياً كنائب للمدير العام لليونسكو، ونجحت في إدراج 56 موقعاً صينياً على قائمة التراث العالمي لتصبح ثاني أكبر دولة في هذا المجال بعد إيطاليا.

وأصبحت الصين تعامل اليونسكو باعتبارها “شريكاً استراتيجياً” لدعم تجديد شباب الأمة الصينية، وتشجيع مبادرة الحزام والطريق ودعم التعددية الدولية. وأدت هذه الشراكة بالفعل إلى دعم المكانة العالمية للصين كدولة رائدة في تنفيذ مهمة اليونسكو لدعم التعليم والعلوم والثقافة على مستوى العالم.

ويقول مينديس و لوتسكتسيكيفيتش إن صناع السياسة الأميركية أدركوا أن الاستثمار الصيني منخفض التكلفة، مرتفع العائد في منظمة اليونسكو وفي غيبة الولايات المتحدة، نجح بهدوء في كسب قلوب وعقول المواطنين في العالم. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو. كانت المرة الأولى في عهد الرئيس رونالد ريجان في ديسمبر 1984، ورأى ريجان أن المنظمة تعاني من سوء الإدارة والفساد وتستخدم لدعم المصالح السوفيتية.

وبعد حوالي مرور حوالي عقدين، وفي أكتوبر 2003 قرر الرئيس جورج بوش الابن العودة إلى اليونسكو بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث قال بوش إن عودة أمريكا للمنظمة رمز على “التزامها بالكرامة الإنسانية” وأنه “تم إصلاح المنظمة وستشارك الولايات المتحدة تماما في مهمتها لدعم حقوق الإنسان والتسامح والتعليم”.

كما تشمل استراتيجية الصين تعيين مواطنين صينيين في المناصب العليا داخل برامج وصناديق الأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية والمنظمات الدولية التابعة لها. وظهر نجاح هذه الاستراتيجية من خلال وجود أكثر من 1300 صيني بين أعضاء الطاقم الأساسي للأمم المتحدة منذ 2019.

مصدر : الرياض

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات