شفقنا – تزايدت الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية على الشيعة الهزارة في أفغانستان منذ أن أعادت طالبان سيطرتها على البلاد في عام 2021؛ وهي الضغوطات التي تهدر حقوق المواطنة والحريات الدينية.
وتتم ممارسة الضغوط على الشيعة الهزارة “تحت عناوين وذرائع مختلفة” و “بأساليب مختلفة” أيضا. أحدثها تلك التي حصلت في ولاية باميان ومنطقة سرجشمة بولاية ميدان وردك، وفي كلتا الحالتين، أقام أشخاص “مدعومون من طالبان” دعاوى حقوقية تأسيسا على “وثائق مزورة” و “مزاعم لا أساس لها”.
وأفادت مصادر محلية من باميان أن مجموعة من الأشخاص المنتمين لعرقية “البشتون” بقيادة شخص يدعى “غلاب شاه” ادعوا ملكية 7 دونمات من أراضي أهالي قرية “ريكشاد وسط” بوسط ولاية باميان مستخدمين فيها “وثائق مزورة”.
وتقول المصادر المحلية في باميان أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون ب”دعم مباشر” من عبد الله سرحدي والي طالبان وقيّموا سعر هذه الأراضي بـ 10 ملايين و 900 ألف أفغاني وطالبوا سكان القرية المحليين بدفعها.
وأضافت المصادر ذاتها أن هؤلاء الأشخاص حصلوا لحد الان على 3.3 مليون أفغاني من 13 أسرة تقطن هذه الأرضي وذلك بدعم من والي طالبان في باميان وقائد الشرطة والأمن في الولاية، ولكي يحصلوا على المبلغ المتبقي، أغلقوا الطريق على 500 أسرة من خلال حفر خنادق في خمسة مسارات.
ويقول الشيعة الهزارة في هذه القرية أن والي طالبان في باميان لا يهتم بشكاواهم ومطالبهم، بل يدعم الجهة المقابلة.
ويمر اليوم أكثر من أسبوع على قيام أفراد من العرقية البشتونية بإغلاق الطريق على 500 أسرة شيعية ومن الهزارة في باميان، لكن مسؤولي طالبان المحليين وإلى جانبهم سلطات طالبان في العاصمة كابل، لا يبدون اهتماما بهذه القضية.
إجبار الناس على دفع إتاوات للرُحَّل
وتم في الآونة الأخيرة تداول مقطع فيديو نشرته مجموعة من طالبان تدعى “مجلس تسوية النزاعات بين الرُحّل والقرويين” في مواقع التواصل الاجتماعي، يُبيّن طريقة طالبان في الحكم والبت في القضايا لحساب “البشتون الرحل”.
ومنذ نشر مقطع الفيديو لم يعلن أي من أطراف القضية، معارضته للحكم الصادر عن ذلك المجلس، إذ ترى المصادر المحلية أن الناس وبسبب الخوف من تهديدات طالبان، لاذوا بالصمت وباتوا مرغمين على دفع إتاوات “جائرة وقاسية”.
وصُدرت هذه التسوية بينما لحقت أضرار بالغة بممتلكات وأموال أهالي تلك المنطقة بولاية ميدان وردك على إثر هجوم الرحل على مزارع سكان مدينة بهسود وقرية سرجمة بالولاية.
وفضلا عن ذلك، قُتل عشرات الأشخاص المحليين على يد الرُحل المسلحين في الاشتباكات التي اندلعت على خلفية دفاع سكان هذه المناطق عن بيوتهم وممتلكاتهم، بيد أن شكاواهم لم يتم البت فيها لا من قبل سلطات طالبان ولا حتى سلطات الحكومة السابقة.
تاريخ طالبان في الضغط على الشيعة الهزارة
وقد تزايدت على مدى العامين الماضيين وأكثر، الضغوط مرة أخرى “لغصب أراضي” الشيعة الهزارة في مختلف مناطق أفغانستان. بدء من ولاية دايكندي الوسطى وصولا إلى منطقة “جوي نو” بمدينة ارزكان وكذلك بدء من باميان وصولا إلى ناهور جغتو وسائر مدن ولاية غزني.
وفي حالات مختلفة، قضت مجموعة طالبان ومحاكمها لصالح أشخاص ينتمون إلى عرقية البشتون، وأرغموا الشيعة الهزارة على دفع ملايين الأفغاني كغرامات وإتاوات.
وفي بعض الحالات، قامت سلطات طالبان باعتقال السكان المحليين لمناطق الهزارة الشيعة بسبب عدم دفعهم غرامات وإتاوات للبشتون، وزجتهم في السجون ومارست التعذيب ضدهم.
وتم توثيق ضغوط طالبان هذه ونشرها ضمن تقارير من قبل وسائل الإعلام وأرسلت أيضا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الانسان.
ويقول الناشطون الهزارة أن الهزارة الأفغان يواجهون اليوم موجات من “الإبادة الجماعية” و “الترحيل القسري عن مناطقهم المحلية” و “اغتصاب أراضيهم.”
وفي وقت سابق، أصدرت الجمعية الاسيوية لحقوق الانسان والتنمية تقريرا قالت فيه أن الهزارة الأفغان الخاضعين لسلطة طالبان يواجهون خطر “الإبادة الجماعية البطيئة” فيما تقوم طالبان باضطهادهم وقمعهم لدواعٍ عرقية ومذهبية.