أصبحت حركة «طالبان» الأفغانية مقتنعة بضرورة الوقوف إلى جانب باكستان في حربها ضد حركة «طالبان» الباكستانية. لكن ما لا يعرفونه هو كيفية التعامل مع «طالبان» الباكستانية إذا ما بدأوا علناً دعم باكستان عسكرياً ضد «طالبان» الباكستانية.
يقيم معظم مقاتلي «طالبان» الباكستانية في مدن وبلدات أفغانستان القريبة من الحدود الباكستانية. وفي البداية، بعد التعرض لضغوط من الحكومة الباكستانية، حاولت «طالبان» الأفغانية نقل هؤلاء المقاتلين بعيداً عن الحدود الباكستانية، لكن حركة «طالبان» الأفغانية فشلت في العمل بفاعلية على ذلك؛ إذ انتقل عدد قليل فقط من هؤلاء المقاتلين طوعاً إلى شمال أفغانستان وغربها.
وحركة «طالبان» الباكستانية مقربة بشكل خاص من حركة «طالبان» الأفغانية التي أصبح زعيمها سراج الدين حقاني الآن وزيراً للداخلية.
كما أن زعيم شبكة «حقاني»، سراج الدين حقاني هو أيضاً مقرب من المؤسسة الأمنية الباكستانية. وقالت مصادر من داخل «طالبان» لـ«الشرق الأوسط» إنهم مقتنعون بضرورة دعم الحكومة الباكستانية في جهودها ضد حركة «طالبان» الباكستانية. وأكد القائد الأعلى لحركة «طالبان» أن «طالبان» الأفغانية لا تدعم حركة «طالبان» الباكستانية في حربها ضد باكستان.
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب في العاصمة إسلام آباد إن القادة المركزيين لحركة «طالبان» الأفغانية يتمتعون بعلاقات وثيقة مع المؤسسة الأمنية الباكستانية.
ولا يزال معظم القادة المركزيين لـ«طالبان» لديهم أسرهم ومنازلهم في البلدات والمدن الحدودية في باكستان. ويقول الخبراء إن حركة «طالبان» الأفغانية لا تمتلك مع ذلك خطة حول كيفية التعامل مع حركة «طالبان» الباكستانية في حال بدأت بدعم باكستان علناً.
ويشير الخبراء إلى احتمالين مرجحين إذا بدأت حركة «طالبان» الأفغانية بدعم باكستان علناً: أولاً، انضمام «طالبان» الباكستانية إلى تنظيم «داعش – خراسان». وثانياً، دخول حركة «طالبان» الباكستانية تحت مظلة الاستخبارات الهندية، التي لا تزال نشطة في أفغانستان. وفي كلتا الحالتين، تنظر حركة «طالبان» الأفغانية إلى حركة «طالبان» الباكستانية على أنها تحد عسكري.
وقد زودت «طالبان» الباكستانية في الماضي القريب تنظيم «داعش – خراسان» بأسلحة أميركية. ويشير الخبراء إلى أنه بإمكان حركة «طالبان» الباكستانية الدخول في تحالف مع تنظيم «داعش – خراسان» إذا شرعت حركة «طالبان» الأفغانية بدعم باكستان عسكرياً. وفي داخل منظمة «طالبان» الأفغانية، نُقلت مسؤولية التعامل مع المقاتلين الأجانب المقيمين في أفغانستان إلى سراج الدين حقاني الذي يشغل منصب وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات.
وحاول حقاني أولاً التوسط في اتفاق بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان» الباكستانية. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل. وعلم أن حقاني أكد للدبلوماسيين الباكستانيين المتمركزين في كابل أنه سوف يضمن توقف هجمات حركة «طالبان» الباكستانية على قوات الأمن الباكستانية. وليس من الصعب الحكم على كيفية استجابة حركة «طالبان» الباكستانية في مثل هذا الموقف.