الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةآسياكيف تطور تنظيم الدولة لينتشر عالميا بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان؟

كيف تطور تنظيم الدولة لينتشر عالميا بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان؟

نشر  معهد “واشنطن”، تقريرا حول تطور قدرة فرع تنظيم الدولة في أفغانستان “ولاية خراسان” على العمل على الصعيد العالمي بطريقة مثيرة للقلق منذ انسحاب التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقالت الأستاذة المساعدة في “جامعة كليمسون” ومؤلفة الكتاب الذي صدر عام 2023 بعنوان “تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان: التحالفات والمنافسات الاستراتيجية”، أميرة جدون، إنه “منذ سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان في عام 2021، غيّر “تنظيم الدولة بولاية خراسان” أولوياته على صعيد الاستهداف، والتكتيكات، والتركيز الجغرافي، والنشاط الإعلامي، وجهود التواصل التي يبذلها على نطاق أوسع”.

وأضافت جدون، خلال تقرير  معهد “واشنطن” إن “هذه التغييرات تساعد على فهم الكيفية التي تطور فيها الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة، مع مرور الوقت وكيفية تكيفه مع بيئته الجديدة؛ مشيرة إلى أنه “على الرغم من التحديات المختلفة، بقي التنظيم صامدا، واستمر في ممارسة العنف، واستهداف الجهات الحكومية والمدنية، وتهديد الأمن الدولي، وتجنيد الأفراد في جميع أنحاء المنطقة”.

وتابعت: “كان اختياره الاستراتيجي للتحالفات والخصومات مع الجماعات المحلية أساسيا لبروزه الأولي وقدرته على تجاوز الخسائر ومعاودة الظهور بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021″؛ مردفة أن “العمليات الإعلامية التي مر بها التنظيم، وسردياته بثلاث مراحل منذ ظهوره للمرة الأولى في عام 2015، مما يعكس أولوياته وبيئته المتغيرة. حيث ركزت المرحلة الأولى (2015-2019) على المشاعر المناهضة لـ”طالبان” والسرديات الوردية عن الحياة في ظل ما يسمى بـ”الخلافة” في محاولة لتجنيد أتباع”.

وأضافت: “ركزت المرحلة الثانية (2020-2021) على بث الخوف والتأكيد على عزم التنظيم على البقاء والصمود وسط خسائر كبيرة في الأراضي”. متابعة أن “المرحلة الحالية فهي حملة الدعاية والتواصل الأكثر شراسة وتطورا التي يقوم بها التنظيم حتى الآن، ولم يسبق لها مثيل من حيث الشكل والكمية وعدد اللغات المستخدمة فيها؛ وهي علامة مثيرة للقلق حول نية التنظيم الوصول إلى المجندين والمتعاطفين خارج منطقته المباشرة..”.

إلى ذلك، أكدت صاحبة كتاب “تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان: التحالفات والمنافسات الاستراتيجية” أنه “في الجنوب، شهدت باكستان تصاعدا في الإرهاب قادته الجماعة الجامعة “حركة طالبان باكستان”، ومن غير الواضح كيف سيرد “تنظيم الدولة – ولاية خراسان” على ذلك”.

أما تاريخيا، فيتابع المصدر نفسه، أنه “لم يستهدف التنظيم، حركة طالبان باكستان، في دعاياته، إلا أنه انتقد الحركة على خلفية انخراطها في مفاوضات مع الحكومة الباكستانية” مشيرة إلى أنه “إذا أبرمت “حركة طالبان باكستان” صفقة مع إسلام آباد في المستقبل، فقد ينشق بعض مقاتليها وينضموا إلى “تنظيم الدولة – ولاية خراسان”. وهناك أيضا إمكانات كبيرة للتعاون بين “حركة طالبان باكستان” و”تنظيم الدولة – ولاية خراسان” في المبادرات الفردية عندما يكون ذلك مناسبا”.

من جهته، قال الأخصائي في برامج “مركز آسيا” في “المعهد الأمريكي للسلام”، أندرو ماينز، إن “تنظيم الدولة – ولاية خراسان، يعمل كحركة تمردية وقد وسع نطاق عملياته العنيفة منذ سيطرة “طالبان” على السلطة”.

وبحسب ماينز، الذي شارك كذلك في تأليف كتاب “تنظيم الدولة في أفغانستان وباكستان: التحالفات والمنافسات الاستراتيجية” أن “العمليات العنيفة” تشمل “شن حرب اقتصادية والسعي إلى عرقلة الخدمات التي تقدمها الدولة من خلال أعمال مثل مهاجمة وسائل نقل النفط وتدمير أبراج الكهرباء التي تخدم المراكز الحضرية”.

وتابع المصدر نفسه: “زيادة الهجمات ضد الرعايا الأجانب والمنظمات غير الحكومية وغيرها من عناصر الوجود الدولي في أفغانستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان؛ وزيادة عمليات الاغتيال البارزة التي تستهدف حكام المقاطعات وكبار المنظرين والأفراد الذين لديهم حراسة أمنية مشددة”.

كذلك، “المشاركة في حرب العصابات الريفية للتنافس على المعاقل والمناطق الحيوية التي كان يعتبرها ملكاً له خلال ذروة سيطرته على الأراضي؛ وتصعيد حرب المدن ضد الأهداف السهلة والصعبة في كابول والمدن الأخرى، مع توسيع نطاق الاستهداف الذي يعزز الأجندة الطائفية للتنظيم”.

وفي السياق نفسه، أشار ماينز، إلى أنه “عندما كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حاضراً، قيّد النمو الأولي لـ”تنظيم الدولة – ولاية خراسان” وقلّص من قدراته التنظيمية بين عامَي 2015 و2017. ولكن منذ انسحاب التحالف عام 2021، عاود التنظيم الظهور في مناطق عملياته السابقة وفي مناطق جديدة أيضا على طول الحدود الشمالية والشرقية لأفغانستان”.

ويسترسل المصدر بالقول إنه “يسعى الآن إلى تعزيز مكانته في المناطق الحدودية الرئيسية من أجل الاستفادة من تحالفاته في البلدان المجاورة، والسيطرة على قنوات الهجرة المحلية، وتسهيل التجنيد.

واستخدم غالبية المقاتلين الأجانب الأمريكيين والأوروبيين الذين توجهوا إلى المنطقة الممر الشمالي الشرقي بين أفغانستان وباكستان للوصول إلى المشغلين المحليين والتنسيق معهم، ثم دخلوا أفغانستان من هناك. وبعبارة أخرى، لا يمكن الفصل بين أفغانستان وباكستان عند مناقشة الزيادة المستقبلية المحتملة في عدد المقاتلين الأجانب”.

بدوره، قال مبتكر الخريطة التفاعلية للأنشطة العالمية المختارة لتنظيم الدولة، هارون زيلين، إن “التنظيم يتبع قائمة طويلة من التنظيمات الجهادية المنخرطة في أنشطة إرهابية، بما في ذلك “الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر”، وتنظيم “القاعدة”، وتنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، و”حركة الشباب”، وتنظيم الدولة “. 

وتابع: “لكن على عكس الجماعات التي اعتمدت على ملاذات آمنة مستقرة لكسب الوقت والمجال للتدريب والتخطيط، أصبح “تنظيم الدولة – ولاية خراسان” أكثر ضعفا في أفغانستان خلال العام الماضي- بينما قام، وللمفارقة، بتوسيع قدرته على العمليات الخارجية. وفي الواقع، تبقى أفغانستان تحت حكم طالبان بكونها الناقل الرئيسي للعمليات الجهادية في الخارج”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات