في مقابلة مع الأناضول، الناجي يؤكد على عدم اليقين المحيط بسبب الانفجار والتحديات أثناء الحادث والإخلاء
وصف أحد الناجين من حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والذي أودى بحياة 38 شخصًا، كيف استيقظ على انفجار في الهواء أدى إلى إتلاف المقصورة قبل أن تستقر الطائرة لفترة وجيزة.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، روى سوبخونكولك رحيموف، 48 عاما، اللحظات المروعة، مشددا على عدم اليقين المحيط بسبب الانفجار والتحديات التي واجهتها الطائرة أثناء الحادث والإخلاء.
عاش رحيموف، وهو من أصل طاجيكي، في مدينة يكاترينبورغ في روسيا لمدة 24 عامًا مع عائلته. وكان رحيموف، وهو رجل أعمال من حيث المهنة، على متن الرحلة المنكوبة عندما استيقظ على صوت انفجار قوي في الهواء.
ولم يتمكن من التعرف على نوع الانفجار، وأكد أن مثل هذه التحديدات يجب أن يقوم بها خبراء.
واجه صعوبة في تحديد موقع الطائرة بالضبط في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه لم ير أي مستوطنات أو معالم من نافذته. بعد الانفجار، سقطت أقنعة الأكسجين، وبدا أن أجزاء من المقصورة قد تضررت، لكن الطائرة استقرت لفترة وجيزة واكتسبت ارتفاعًا.
وكان رحيموف وآخرون يأملون في حدوث هبوط اضطراري.
وعندما بدأت الطائرة تتصرف بشكل غير منتظم فوق البحر، قال رحيموف إنه لجأ إلى إيمانه، فقام بتلاوة الصلوات.
وأضاف “بفضل الله نجوت سالما، وأحث جميع المسلمين على الإيمان، ففي مثل هذه اللحظات يأتي السلام”.
الحادث والإخلاء
وقال رحيموف إنه سقط على مقعده أثناء الحادث وفقد وعيه.
وبعد أن تعافى من الصدمة الأولية التي أصابته نتيجة الحادث، حاول الوصول إلى المخرج القريب من المكان الذي تحطمت فيه الطائرة إلى نصفين. إلا أن المنطقة كانت مزدحمة، مما جعل المرور مستحيلاً.
ثم انتقل إلى مؤخرة الطائرة، باحثًا عن مخرج آخر، حيث اكتشف أن المضيفة والمضيفة أصيبا بجروح – وخاصة عضو الطاقم الذكر. وبالتعاون مع الناجين الآخرين، قام بفك حزام الأمان لهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
وعندما أدرك راخيموف أنه لا يوجد مخرج قابل للتطبيق عند الذيل، عاد إلى موقع الانهيار. وهناك، واجه امرأتين محاصرتين في مقعديهما كانتا تطلبان المساعدة.
وقال “حاولت مساعدة إحداهما، لكنني لم أتمكن من تحريرها، وتمكنت فقط من رفعها قليلاً. وكانت المرأة الأخرى عالقة أيضًا، ورغم محاولاتي لإبعاد الكراسي عن بعضها البعض، إلا أنني لم أنجح”.
وبعد لحظات سمع صوت صفارات الإنذار عندما وصلت سيارات الإسعاف ورجال الإنقاذ لبدء عملية الإخلاء.
في البداية، لم يلاحظ رجال الإنقاذ وجود رحيموف، لكنه تجول في المكان وقام بالتصوير والتحدث. وقال: “في النهاية اقترب مني بعض الأشخاص وسألوني: هل نزلت من الطائرة أيضًا؟ فأجبت بنعم”.
وأعرب عن امتنانه لكازاخستان لتنظيمها السريع لإجلاء المصابين وتقديم المساعدة الطبية لهم. كما أشاد بالمضيفة الجوية الكبيرة، مسلطًا الضوء على شجاعتها ودعمها للركاب طوال المحنة.
وقال رحيموف في كلماته المواساة: “لا ينبغي للمسلمين أن يخافوا الموت. وعندما يواجهون مثل هذه اللحظات، يجب أن يقبلوها في قلوبهم. وبمجرد أن تفعل ذلك، سيرشدك ملاك إلى ما يجب عليك فعله بعد ذلك”.